فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

للعنادِ - في بعضِ حالاتِهِ - سببٌ نفسيٌّ إذا تَمَّ إصلاحُهُ فإنَّ هذهِ الحالةَ عندَ الفردِ يتمُّ إصلاحُها تلقائياً. وهُنا يتحتَّمُ على الوالدينِ والمُختصّينَ بالأمورِ التربويّةِ التعاملُ بايجابيّةٍ معَ روحِ الطفلِ لكي يُضفوا عليهِ موجباتِ السكينةِ والاستقرارِ. نذكرُ بعضَ النصائحِ وأهمَّها:

أولاً:الاحترامُ والمحبّةُ: يجِبُ أنْ يقومَ البناءُ التربويُّ للطفلِ على هذا الأساسِ، وينبغي أنْ يحظى بالاحترامِ. فَقَد ورَدتْ عَنِ الرسولِ صلّى اللُه عليهِ وآلهِ توصياتٌ عديدةٌ تؤكّدُ على وجوبِ احترامِ الطفلِ. والمختصّونَ بالشؤونِ التربويةِ يؤكّدونَ اليومَ على هذهِ النُقطةِ أيّما تأكيدٍ، ويضيفونَ الى ذلكَ وجوبَ اقترانِ الاحترامِ بالمحبّةِ.

ثانياً: تَفَهُّمُ مَشاعِرِهِ: حينَما يقومُ الطفلُ بإبداءِ الإلحاحِ والعِنادِ ولاسيّما في الوقتِ الذي يكونُ فيهِ مُحِقّاً في التمرّدِ والتذرُّعِ؛ لا مناصَ حينئذٍ مِنَ الإصغاءِ إليهِ وتَفَهُّمِ مشاعرِهِ ومُجاراتِهِ في طَلباتِهِ، وهذا ما يؤدّي الى ارتياحِهِ ويدفَعُهُ الى التعقُّلِ في طرحِ رَغباتِهِ. والحقيقةُ أنَّ الطفلَ حينَما يلمَسُ مِنْ والديهِ التفَهُّمَ والاستجابةَ يميلُ الى الهدوءِ والسَّكينةِ.

ثالثاً: الحثُّ على التكلُّمِ: يُمكِنُ الدخولُ في حديثٍ معَ الطفلِ الصغيرِ ولكنْ بالأسلوبِ الذي يفهمُهُ مِنْ أجلِ اكتشافِ السببِ الذي يدفَعُهُ نحوَ العِنادِ، وما الداعي لعَدمِ الإصغاءِ لكلامِ الوالدينِ؟ وما الباعثُ على انزعاجِهِ؟ ولماذا يتصرّفُ على هذهِ الشاكِلَةِ؟

الطفلُ يتحدّثُ –عادةً- بصراحةٍ وصدقٍ عَنْ مُشكِلَتِهِ، ونفسُ هذا الحديثِ يُعتَبرُ بالنسبةِ للطفلِ بمثابةِ المُتنفّسِ عمّا يختلجُ في نفسِهِ، هذا مِنْ ناحيةٍ، ومِنْ ناحيةٍ أخرى يقودُنا الى معرفةِ السببِ في انحرافِ سلوكِهِ، وهذا ما يجعلُنا أكثرَ قُدرةٍ على اتّخاذِ الموقفِ الصحيحِ إزاءَهُ.

رابعاً: الاهتمامُ بشخصيّتِهِ: مِنَ المسائلِ المُهمّةِ التي تفتحُ بابَ التفاهُمِ في ما بينَ الطفلِ والوالدينِ والتي يُمكنُ استثمارُها في بعضِ الظروفِ لصالحِ كُلٍّ مِنَ الطفلِ والأبوينِ. فالتعاملُ معَ الطفلِ لابُدَّ وأنْ يكونَ عَقلانياً ومدروساً بعيداً عَنِ الاستهزاءِ بمَشاعِرِهِ.

خامساً: التجاهُلُ: وأخيراً، إذا ما فَشلتْ جميعُ الخطواتِ المشارِ إليها آنِفاً، يمكنُ استخدامُ أسلوبِ التجاهُلِ، فالطِّفلُ حينَما يُعانِدُ يمتنعُ حتّى عَن تناولِ الطعامِ، وحينَها لا يجِبُ على الأبوينِ الإصرارُ على وجوبِ تناولِهِ الطعامَ. فالمصلحةُ قَد تقتَضِي أحياناً تركَهُ وشأنَهُ ليصرخَ كيفَما يشاءُ وليُثيرَ ما يحلُو لَهُ مِنَ الضجيجِ، وحينَما يجِدُ أنَّ الطريقَ مُغلقٌ أمامَهُ ولايُمكنهُ الضغطُ على والديهِ بهذا الأسلوبِ، يضطَرُّ للعُدُولِ الى طريقٍ آخَرَ. أي أنَّ تجربةَ هذا الأسلوبِ عِدَّةَ مَرّاتٍ تَنفَعُ كثيراً وتخمدُ في أعماقِهِ مثلَ هذهِ الإثاراتِ.